أضرار التدخين

للمواد الضارة الموجودة في دخان السجائر العديد من الآثار المتنوعة على إمكانية الإصابة بالأمراض المختلفة، والتي غالبيتها العظمى من الأمراض الخطيرة والمزمنة، ومنها:

1- أمراض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)

التهاب الشعب الهوائية المزمن. المرض الذي يحدث فيه ضيق متزايد في التنفس بسبب تدمير الوحدات الوظيفية في الرئة. حوالي 15 ٪ من المدخنين يطورون COPD حاد خلال حياتهم والذي يزداد سوءا مع تقدم العمر.

يحدث هذا المرض في أغلب الأحيان لدى المدخنين في العقد الخامس من العمر، ويؤدي لالتهابات متكررة في الجهاز التنفسي.

ما يجعل المريض يصل حالة يدخل فيها المستشفى بشكل متكرر بسبب تدهور حالة الجهاز التنفسي، بسبب الحاجة لتلقي الأكسجين الخارجي وحتى لزرع الرئة.

يصل الى عيادات الرئة في المراكز الطبية جراء مخاطر التدخين في كل عام عدد كبير من المرضى الذين يعانون من هذا المرض بدرجات متفاوتة.

بين 10٪ إلى 30 ٪ من مجموع المرضى الذين يتم علاجهم يعانون من الانسداد الرئوي COPD.

 يجدر بالذكر انه من حيث المعطيات الصحية فأنه عند اصابة الشخص بهذا المرض، لا توجد وسيلة للتعافي منه تماما.

ومع ذلك، فالإقلاع عن التدخين بشكل تام يحول دون تدهور حالة المريض ويؤدي الى استقرار وضعه.

 2- السرطان

السرطان الذي يتصدر أمراض السرطان الناجمة عن أخطار التدخين هو سرطان الرئة. هذا هو السرطان الذي يحدث بشكل حصري تقريبا لدى المدخنين.

 تدخين علبة سجائر واحدة يوميا لفترة أكثر من 30 سنة يزيد من أخطار الإصابة بسرطان الرئة ب- 25 مرة.

هذا هو نوع من أنواع السرطان، الذي حتى الكشف المبكر له لا يساعد بالضرورة للشفاء منه. اليوم أصبح سرطان الرئة المسبب رقم واحد في وفيات المدخنين في جميع أنحاء العالم.

أنواع أخرى من السرطان الشائعة جراء أخطار التدخين هي سرطان القولون، سرطان الفم والبلعوم، سرطان المثانة، سرطان المريء وسرطان الكلى.

ومع ذلك، فمن المهم التأكيد على أن كل أنواع السرطانات الأخرى تتأثر بشكل كبير من كون الشخص مدخن، وأن سرطانات (مثل سرطان الخصية، سرطان الرحم) تتأثر كثيراً بالتدخين وتكون أكثر شيوعا لدى المدخنين.

3- أخطار التدخين على  القلب

ثبت أن نسبة انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية الطرفية هي أكثر بمرتين لدى المدخنين بالمقارنة مع غير المدخنين.

وبشكل مشابة، فإن نسبة الاصابة بالسكتة الدماغية ( CVA ) هي أكبر بثلاث مرات تقريبا لدى المدخنين بالمقارنة مع غير المدخنين.

4- الخصوبة والحمل

تشير الدراسات المختلفة أن هناك صلة مباشرة بين أخطار التدخين أثناء الحمل وارتفاع نسبة الإجهاض.

كذلك، فالنساء اللاتي يدخن خلال فترة الحمل يكون لديهن أجنة أصغر ويلدن أطفالا بوزن أقل من المتوسط. وبالمثل، فقد يكون المدخنين الرجال أقل خصوبة.

5- تسارع الشيخوخة

يؤثر التدخين على الجهاز القلبي الوعائي الذي يوفر امدادات الدم والأوكسجين للجسم. هذا الوضع "يشجع" عمليات تسارع تصلب الشرايين، يقلل من وصول الدم الى الأجهزة المختلفة في الجسم ويؤدي لتدهور أدائها الوظيفي.

كذلك، على مر السنين يحدث هناك انخفاض ملحوظ لدى المدخنين في كل ما يتعلق بالذكاء والذاكرة.

 بالإضافة إلى ذلك، لدى المدخنين هناك ظاهرة تسمى " وجه المدخن". المقصود هنا هو ظهور الكثير من خطوط التجاعيد الدقيقة على وجه الشخص، وخصوصا حول الفم، مما يؤثر على مظهرة الخارجي بشكل كبير.

هنالك ظاهرة أخرى هي ظاهرة الجلد الأصفر أكثر في منطقة الوجه، اليدين والأظافر.

لم يفت الاوان بعد للإقلاع عن التدخين

في الدراسات المختلفة، فضلا عن حملات الاعلان عن أخطار التدخين  في السنوات الأخيرة، أوضح للمدخنين بشكل لا يدع مجالا للشك أن الضرر الذي يحدث أثناء التدخين هو مضاعف - للمدخن ولبيئته.

وقد ثبت أن تركيز المواد الضارة التي يستنشقها المدخن السلبي بالمقارنة مع المدخن النشط ( الذي يستنشق السموم من خلال الفلتر) هو أعلى بكثير، لأن المدخن السلبي لا يستخدم الفلتر الموجود  بشكل طبيعي في السجائر.

في البعض منها يكون تركيز المواد الضارة في دخان السجائر أعلى أحيانا حتى ب- 16 و- 30 مرة من تركيز الدخان المباشر الذي يستنشقه المدخن النشط.

 بالإضافة إلى ذلك، فإن كمية ال- CO ( أول أكسيد الكربون ) الكبيرة الموجودة في دخان السجائر يتم امتصاصها من خلال الرئتين. ال- CO يربط في الدم عادة بنفس الطريقة التي يربط بها الأكسجين.

عندما يحدث ذلك قد يحدث ضيق في التنفس ومشاكل بوتيرة ضربات القلب.

أيضاً بالنسبة لتركيز ال- CO، فان تركيزه في الدخان الذي يستنشقه المدخن السلبي هو أكبر ب- 2.5 مرة من تركيز ال- CO الذي يستنشقه المدخن نفسه.

السجائر الخفيفة "لايت " يمكن تعريفها بأنها " خداع" من شركات السجائر. فهذه السجائر لا تقلل فيها المواد الضارة، وإنما يتم تقليل كمية النيكوتين، التي هي المادة المسببه للإدمان في التبغ.

عادة، المدخنون الذين يدخنون سجائر ال "لايت " يدخنون أكثر للحصول على نفس الكمية من المادة المسببه للإدمان (النيكوتين). وبعبارة أخرى، فإن الضرر هو بالضبط نفس الضرر.

في الختام، من المهم أن نتذكر أن الإقلاع عن التدخين في أي لحظة يحسن الحالة الصحية للشخص، حتى لو كان يدخن "بكثافة" لسنوات. حتى ولو حدث الضرر فيمكن منع المزيد من التدهور بمجرد التوقف عن التدخين.

على سبيل المثال: إذا توقف الشخص عن التدخين، فإن فرص الإصابة بأمراض القلب تصبح مساوية في غضون سنتين من الإقلاع عن التدخين لتلك التي لدى الشخص الذي لا يدخن على الإطلاق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة